هل هناك من يُحَبُ أعظم من الله عز وجل؟ ليس هناك أعظم من الله سبحانه وتعالى، فكل محبوب تحبه أنت فيجب أن يكون الله أحب إليك منه؛ لأنك إن أحببت الوالد، فمن الذي خلق الوالد والوالدة؟ ومن الذي سخرهما لك؟ ومن الذي حفظهما لك حتى ربياك؟ ومن الذي أودع في قلوبهما الرأفة والحنان والشفقة بك؟ إنه الله.لو أحببت الزوجة، فمن الذي خلقها؟ من الذي أعطاها الصفات التي أحببتها من أجلها في خَلْقِها أو في خُلُقِها؟ من الذي سخرها لك؟ إنه الله.وقد تحب شيخك، أو معلمك، أو أستاذك، فمن الذي أعطاه العلم؟ من الذي سخره ليعلمك؟ من الذي عقد بينك وبينه هذه المحبة؟ إنه الله.إذاً:
كل من تحبه في هذه الدنيا وتقدره، وتعظمه، فالفضل أولاً وآخراً لله تبارك وتعالى عليك وعليه فوجب أن تحب الله أكثر من محبتك لهؤلاء جميعاً، ولهذا أشد محبة وأعظمها إلى الإنسان هي محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لما قال
عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: (
والله يا رسول الله! إنك لأحب إلي من كل شيء إلا من نفسي -هل أقره النبي صلى الله عليه وسلم؟ لا- قال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من كل شيء، حتى من نفسك، قال: الآن يا رسول الله! أنت أحب إلي من كل شيء حتى نفسي )، وهذه حقيقة الإيمان؛ لأن من كان يريد أن يكون في مثل درجة
عمر ، فلا بد أن يصل به الحال إلى هذا المستوى، ألا يحب وألا يؤثر على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أي شيء؛ حتى نفسه التي بين جنبيه؛ لأن هذه النفس إنما جاءها الخير والصلاح والهدى من غيرها، وإلا فمن أين جاءنا الخير والصلاح والهدى؟ ومن أين الوسيلة التي نصل بها إلى النعيم الأبدي الخالد عند الله سبحانه وتعالى؟ كل ذلك كان من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم.